capo
عدد الرسائل : 36 العمر : 32 العمل/الترفيه : مش عارف لسة الى ربينا كتبة هنشوفة تاريخ التسجيل : 10/08/2008
| موضوع: الحب وتحدياته الإثنين أغسطس 18, 2008 8:50 am | |
| الحب هل هو مجرد كلمة جميلة من الماضي، ونحن هل تغيرنا مع الزمن في طريقة رؤيتنا للحب ومظاهره؟ هل أصبح للحب مذاق مختلف؟ هل أصبح للحبيبيين لغة جديدة كما نجد الآن لغة حوار جديدة بين الشباب؟ لنناقش التحديات التي تواجه المحبين الآن.
"رومانسية الحب"
تحكي "هـ" الحب زمان كان جلسة هنية أو نزهة على شاطئ النيل ودردشة هامسة، ولكن اليوم البنات يتهمن الأولاد بالبعد عن الرومانسية وأن كل ما يحتاجون إليه من الحب رغبة حسية حتى اللغة بين الحبيين تغيرت ولم تعد الكلمات الرقيقة للتعبير عن الإعجاب ولذلك –فالبنت الملتزمة العاقلة ليس لها مكان في عالم الحب! وقد يصفها زملائها بأنها مسترجلة وتحكي "هـ" بأنها فقدت حبيبها بسبب انشغالها بدراستها في الكلية العملية التي يدرس بها كلاهما ورغم أنه هو أيضاً كان منشغلاً بدراسته إلا أنه لم يغفر لها إلتزامها بالتفوق الدراسي على حساب انشغالها عنه ومع أول فتاة حاولت التودد إليه استجاب لها وأنهى علاقة حبه بها مما أصابها بصدمة عنيفة، ورغم أنها اليوم تجاوزت تلك الصدمة وعادت لممارسة حياتها الطبيعية إلا أنها مازالت متخوفة من تكرار تجربة الحب مرة أخرى، وتقول بصراحة احتاج إلى مَن يعلمني مهارات الحب، فأنا لا أعرف كيفية التعامل مع الشاب والتأثير عليه فلم يعد الحب تلقائياً ولا يكفي أن تكون مشاعري صادقة فأنا احتاج لحكمة وخبرة للتأثير على حبيبي حتى أفوز به وأتزوجه.
"الزواج قيد حديدي"
"ن" شاب في أواخر العشرينات من عمره وسيم يعمل في وظيفة جيدة وله دخل مادي معقول يعيش اليوم قصة حب ملتهبة يعبر عنها بقوله: فتأتي بها كل المواصفات التي كنت أحلم بها وأعيش معها لحظات سعادة حقيقية وأحياناً أعتقد أنني لن أستطيع البعد عنها ولكنني لا أفكر في الزواج منها وعلاقتنا ستنتهي يوماً ما فقد اتفقنا على ذلك منذ أن تعارفنا وهذا كان شرطي لها، لأنني لا أريد الزواج الآن فالزواج مسئولية وقيد حديدي وأنا لا أريد الالتزام بأي مسئولية يكفيني تحقيق مستقبلي العملي أولاً خاصة أنني قررت ألا أتزوج إلا بعد الخامسة والثلاثين كما أنني يجب أن أكتسب خبرة فلماذا أتزوج من أول فتاة أحببتها فيجب أن أتعرف على أخريات لأنتقي أفضلهن فيما بعد كما أن فتاتي ربما تفكر بأنها ستجد أفضل مني لأن معايير الزواج مختلفة عن مواصفات الحب ولكننا نحب من أجل الحب وهو أجمل ما في علاقتنا.
د/ ليلى عبد الوهاب أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها قالت: إن تلك الأشكال الحديثة للعلاقات والتي يعتقدون أنها حب ما هي إلا تعويض لحالة الحرمان التي نعيشها على كافة المستويات ونحاول تعويض ذلك في علاقة عاطفية كاملة مثلما يحدث داخل المجتمعات الأوربية.
"الزواج التقليدي"
الزواج التقليدي أيضاً لا يخلو من المشكلات فكثيرون ممن يقدمون على الزواج سواء عن طريق الأهل أو قصة حب لديهم أيضاً مشكلات وحكايات. " م" قررت أخيراً الارتباط عن طريق العرسان الذين يتقدمون لخطبتها والخضوع لنصائح الأهل والطريقة التقليدية في الزواج التي كانت ترفضها وبخاصة أنها لم تقابل من تفتح له باب قلبها وقالت ربما يأتي الحب نتيجة للتكافؤ وبخاصة أن العريس ذو مواصفات ممتازة فهو طبيب ولديه مركز طبي ومن أسرة مرموقة ووسيم ولكن من الجلسة الأولى اكتشفت أنه ضعيف الشخصية حيث ظل العريس يتحدث لمدة ساعة كاملة عن وسامته هو وأنه تقدم لكثيرات جميعهن وقعن في غرامه منذ النظرة الأولى ولكنه هو الذي رفضهن لأسباب مختلفة البعض لمواصفتهن الشكلية والبعض الأخر لأنهن كن يعملن ورغم أنه تقدم لـ "م" وهو يعلم جيداً أنها تحب عملها إلا أنه طلب منها وبإلحاح أن تترك عملها حتى تثبت له حبها وبالطبع رفضت وفشلت الزيجة.
"مشكلة الزواج العرفي"
ازدادت في الفترة الأخيرة العلاقات الخاصة عن طريق الزواج العرفي وهو أحد الأشكال التي يتحايل بها الأفراد على المجتمع للاعتراف بعلاقتهم المفتوحة تحت اسم الحب ورغم أن المسألة شائكة إلا أن انتشارها جعلنا نحاول رصدها والتعرف عليها للتحذير من مخاطرها. وتعبر عنه قصة "م.ع" اللذين التقيا بالجامعة وتعلق كل منهما بالأخر ولأن "م" كانت تخشى معرفة أسرتها المتشددة بقصة حبها خوفاً من البطش بها و "ع" كان يخشى الزواج خوفاً من الفشل مثلما حدث مع أخيه الأكبر فقد قررا أن يتزوجا عرفياً لمدة عام وإذا نجحت العلاقة تقدم الشاب إلى الأسرة لتتم مراسم الزواج رسمياً وقد أشار عليهما بهذا الحل صديقيهما واللذان تزوجا بعقد عرفي؟ وما هي النتيجة في خلال هذه الفترة إذا تقدم شاب آخر لخطبة الفتاة بموافقة أهلها فكيف يمكنها أن تبرر الرفض؟
"الحب بعد الزواج أكبر تحدي"
بسنت الزيتوني صحفية عبرت عن تحديات الحب بعد الزواج قالت استمرار الحب بعد الزواج يحتاج إلى جهد كبير من الزوجين معاً، فصدمة الزواج الأولى هي اكتشاف كل شريك للآخر على حقيقته فأحياناً يكون أحد الأزواج عصبي المزاج ولا يكتشف الشريك الآخر ذلك إلا بعد الزواج وفي تلك الحالة يكون تحدي الحب هو تكيف كل شريك مع الآخر ومن الخطأ محاولة تغيير شريك لصات الشريك الآخر ولكن التغيير يمكن أن يأتي بالتدريج وعلى المدى الطويل، أما المشكلة الثانية التي تواجه الحياة الزوجية فهي مشكلة تواجه الزوجة التي تكتشف أن الزوج له اهتمامات أخرى غير الحب بعدما تكون قد اعتادت أن تكون الملكة المتوجة في حياة حبيبها أيام الخطبة وهو ما لا يستمر بعد الزواج لأن ضغوط الحياة والأعباء والمسئوليات تجعل الحياة روتينية كما أن الزوجة تنشغل في السنوات الأولى بالأولاد وتربيتهم وبخاصة بعد ولادة الطفل الأول الذي يشغل تفكيرها ووقتها لأنه يكون التجربة الأولى في حياتها مما يجعلها تنشغل عن زوجها وفي هذه الحالة تكون تلك هي الصدمة بالنسبة للزوج والتحدي الأكبر لكلاهما والحل هو مشاركة الزوج لزوجته في تربية الطفل الأول ولكن هذا ليس سهلاً لأن الزوج الشرقي لم يعتد هذا النوع من العطاء لأنه لم ينشأ في أسرته على ذلك وعلى الزوجة أن تساعد زوجها للخروج من أنانيته التي تربي عليها وعلماء النفس ينصحون الزوجة بالصبر وعدم اليأس فهذا هو حبيبها الذي اختارته ويجب أن تكمل معه مشوار الحياة.
"الجوع العاطفي"
إلا أن أهم المشكلات الزوجية على الإطلاق هو الجوع العاطفي حيث يؤكد الأخصائيون النفسيون بأن 090/0 من الزوجات اللاتي يترددون على عيادتهم يعانين من الوحدة والصمت الزوجي فإن "م" زوجة منذ 8 سنوات تلخص مشكلتها بقولها زوجي بخيل ولكن بخله ليس مادياً بل عاطفياً فهو منذ زواجنا لم يقل لي كلمة "أحبك" بل أشعر وكأنني أتسول منه العواطف. أما الرجل فله رأي آخر حيث يقول "ف" مدافعاً عن نفسه لماذا تطالبنا الزوجات بأن نبث في أذانهن كلمات حب وغرام بينما هن لا يوفرن لنا جو الرومانسية الذي يجعلنا نعبر عن مشاعرنا تلك. أما "ح" فقد هاجم بنات حواء بقوله لماذا تفضل المرأة أن يعبر الرجل عن مشاعره بالكلمات بينما هو يعبر دائماً عن مشاعره بالسلوك والتصرفات. "من أين البداية"
وقد توجهنا للدكتور مجدي حلمي استشاري الصحة الإنجابية والمسئول عن دليل الأسرة بالمدارس الثانوية بمصر لسؤاله حول من أقوى تأثيراً الحب أم الجنس؟ بدأ د / مجدي حديثه قائلاً: الحقيقة أن مجتمعنا العربي تنقصه اليوم الثقافة الجنسية المبنية على العلم والإيمان معاً فقد أصبحت معرفتنا بهذا العلم عن طريق الإعلام التجاري ونحن في أمس الحاجة لتطوير مدارسنا لدراسة هذا العلم بشكل سليم لأن المعرفة الخاطئة منذ الصغر يمكن أن تؤثر في علاقة الزواج فيما بعد وهناك حالات نادرة واستثنائية ربما كان الحب وحدة كافياً لإسعاد الزوجين اللذين يعاني إحداهما من مشكلة جنسية وهذا هو التحدي الحقيقي.
"الحب يثبت رغم العواصف"
في عيادة د / سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية ومقرر شعبة الرعاية الاجتماعية للمجالس القومية المتخصصة، دار الحديث حول الحب ومشكلاته ولديه وجدنا كثيراً من الإجابات للحالة التي انتهى إليها الحب حيث قال: تكشف المشكلات معدن الإنسان وتظهر الحب الحقيقي فمن يقول بأن الظروف الاقتصادية المفروضة علينا تؤثر في علاقة المحبين كعلاقة مقدسة فهو مخطئ لأن تلك الظروف عابرة ومتغيرة ولا تؤثر إلا في ذوى النفوس الضعيفة لأن الحب ميثاق شرف ينمو ويقوى وسط الصعاب. أما عن الزواج العرفي فه لم يظهر نتيجة للازمة الاقتصادية فحسب ولكن الزواج العرفي ظهر نتيجة "لهياج" غريزي جنسي لا يستطيع من يقدم عليه أن يتسامى ويطور حبه ليصبح زواجاً مقدساً أمام المجتمع وأمام الشرائع السماوية لأن جميع الشرائع السماوية تطالب بإعلان الزواج وإظهاره والحقيقة أن تربيتنا الخاطئة جعلتنا ننظر للحب على كونه" صفقة" يرصدون فيها مقدار المكسب والخسارة لكل منهما ولكن الحب يحتاج إلى كفاح ومبادرة وصبر وإرادة أيضاً | |
|